الأحد، 31 يوليو 2011

السياحة في الجزائر...ممكن جدا؛؛؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته                                                                                                                               
   غالبا لو تسأل أي شاب جزائري عن السياحة في بلادنا سيجيبك يائسا أو ساخرا أو ساخطا، والقليل النادر الذي يرى أن هناك فرصة وإمكانية لتطويرها، حتى أن البعض يذهب لإنكار الفكرة عموما مما ورث من تصوّرات سيئة سابقة حولها، حيث أننا لن نجني منها إلا الويلات والمنكرات! 
السياحة في الجزائر… ممكن جدا!

لو جئنا لتحليل هذه الأنماط وجدنا أحدها من ذلك النوع الذي يئس من كل شيء في بلده، ويرى بلاد الناس هي الجنان، وهي الكل في الكل ولو كانت الكاميرون أو أنغولا، هو لم يشاهد في حياته غير ما يرى، لذا كان ضحية محيط لا يؤمن بشيء غير المستحيل والمستبعد.
أما الآخر فهو ممن لديه انطباع محدود جدا عن وطنه، وربما لم يفارق حيّه الذي يسكنه، ولم تر عينه غير قنوات الجزيرة الوثائقية أو الناشيونال جيوغرافيك، أما الجزائر فهي بلاد (ميكي!) لا يمكن أن تمتلك سياحة ولا مناظر سياحية لأننا ألفنا رؤية الأكياس البيضاء الممزقة فوق العشب الأخضر الطبيعي، والعبوات الفارغة من المشروبات المشروعة والممنوعة في الزوايا والأركان، هنا أجد أنه علينا الاعتراف بالأخطاء لنكون في سبيل التخلص منها.
في الحقيقة يمكن القول بعد هذا إننا نمتلك سياحة طبيعية على أعلى طراز، أي بعبارة أخرى ما كان من صنع الله دون تدخّل يد إنسان، لأن إنساننا ما وضع يده على منطقة إلا أفسدها بنفاياته أصلية كانت أو اصطحبها معه فتركها هناك، فلو لاحظنا أننا في سؤالنا عن أماكن سياحية جزائرية غالبا نبحث عن التي لم تطأها قدم من قبل، أو التي لا يكثر فيها الناس، لماذا؟ لأننا نبحث عن النظافة المعنوية والحسية، وهذا ما يندر أن تجده للأسف في وقتنا هذا.
في الجزائر يعتبر أغلبنا أن الدولة لم تقم بدورها في مجال السياحة، لكن هناك جانب كبير من المواطن نفسه، لأن السياحة ليست تجسيدا لمساحات خضراء، ولا تشييدا لمباني وناطحات سحاب فقط، إنما هناك لمسات لا يكتمل المشهد دونها ولا يمكن القيام بها إلا من المواطن:
  • ثقافة الابتسامة، والكلام اللطيف الجميل، وحسن الخلق مع السائح من ابن البلد أو الأجنبي على السواء.
  • النظافة وهذه هي الطامة الكبرى، فالأكياس وملحقاتها في كل زاوية وركن ولا أزيد في هذا الأمر.
  • النظافة المعنوية والتي تفقد حين تخرق العادات والأعراف فترى ما لا يسرّك، وتسمع ما يضرّك، وهذا ما يجعل الكثير يحجم عن التجول بعائلته، إلا مضطرا!
  • الأمان والطمأنينة من السرقات والمضايقات كذلك، لأنه لا شيء ينغّص المتعة كهذه التصرفات الفردية.
هذا ولمن بيده الأمر كذلك مسؤولية تأطير هذا النشاط، وتنقيته ممن لا يستحق العمل فيه من شباب عيونهم في جيبك من أول وهلة، فهذا مبلغ لموقف السيارات، وآخر لمجرد التصوير أمام منظر طبيعي (لم أفهم ربما ذلك الشلال أو الجبل ورثه من جدته لأمه!) ومبلغ لمكان جلوسك، وآخر لمكان وقوفك، حتى أنه سيصبح قريبا دفع مبالغ لكل ذرة تراب تعلق برجلك في شاطئ من الشواطئ!
لا أود رسم صورة سوداء عن وضع السياحة عندنا من أول وهلة وأنا الذي أريد أن أدفع بها وأشجّع لها، لكنها الحقيقة في أغلب الحالات، كما أن هناك استثناءات، أرجو مع مرور الوقت أن تنقلب المعادلة، ويصلح الوضع وهذا ممكن جدا ببث الوعي وتعميم الخطاب الإيجابي، كما أركز أن هذه الأمور ليست حكرا على الجزائر، فالمشاهد في الدول الأخرى تتشابه وتتكرر أيضا.
السياحة مجال رحب كبير، هي ثقافة وفن وسلوك، علينا التحلي بها، لكن قبل ذلك علينا التخلي عن تلك المفاهيم البالية والتصرفات الخالية، فلدينا أماكن تجعلنا نقضي سنوات وسنوات نتجول فيها ونستمتع بها، قبل التفكير في وجهات خارجية، وفي كلّ خير.
هذه مجرد مقدمة وستتلوها تدوينات أخرى عن السياحة الجزائرية، أحاول أن تكون كوجبات خفيفة، وأدعو جميع المدونين لسلوك هذا المنحى كل من زاويته الخاصة، ووفق نظرته الشخصية، فكما أنه من حقنا النقد البنّاء فمن واجبنا المساهمة في البناء، للعلم فالمبادرة سبقتها مبادرات كثيرة أذكر على سبيل المثال الصديق عصام وموقع (جرّب الجزائر TryAlgeria) هي تجربة رائدة تستحق كل دعم ومشاركة وإشهار، كما أن هناك مبادرات أخرى يشكر أصحابها وكل من كانت له يد فيها.



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة